النرويج: لماذا مقاطعة الانتخابات؟

عندما نطرح شعارنا، نتلقى العديد من الأسئلة. نحن سعداء بهذا و مولعون بالمناقشة. هنا نقدم اربعة عشر من الاسئلة و الانتقادات التي نتلقى، و بعض محاولاتنا للإجابة عليها بطريقة وجيزة.

1ــ لماذا مقاطعة الانتخاب؟

نقول أن الأسباب الثلاثة الأساسية هي:

1ــ التمرد والاشتراكية. الطريق الى دولة تحكمها الطبقة العاملة هو الثورة، لا الانتخاب بداخل هذه الدولة.

2ـ لا بصوت واحد لأحزاب الحرب. لن تكون هناك أي حكومة بدون أحزاب حرب بعد الانتخابات، لأن ليس هناك أي حزب في الانتخابات له موقف لا هوادة فيه ضد حروب النرويج وأحزاب الحرب.

3ـ ليس المهم ماذا تصوت. إن جميع الأسئلة الهامة يقررها شيء مختلف تماما عن الانتخابات.

2ـ لماذا لا يعمل تين فولكيت في الانتخابات؟

الشيوعيون يستطيعون العمل في الانتخابات، لكن فقط ان كان القيام بذلك يخدم صراعنا. نحن نعمل لبناء حزب شيوعي حقيقي للمعركة وليس حزبا انتخابيا برجوازيا عاديا. هذه هي اهم مهامنا. ان نكون جزء من هذه الانتخابات لن يكون الا قفزا من مهمتنا و ضربا لها.

في السنوات المائة الماضية، سمح الشيوعيون الأوربيون لأنفسهم ان تستدرج الى الدوائر الانتخابية و البرلمانية والنتيجة كانت مخيبة للآمال؛ لا انتصارات، الهزائم والاستسلام فقط، هذا هو الملخص. الاحزاب التي اصبحت كبيرة في الانتخابات، تم دمجها في النظام. لقد أصبحوا جزء ا من الدولة، وأصبحوا جزء ا من السلطة. أصبحوا أعداء الشعب، بدلا من خدم الشعب

هذا هو الطريق الذي سلكه أربيدربارتيت (حزب العمل)، الحزب الشيوعي النروجي (الحزب الشيوعي النروجي)،الحزب الاشتراكي اليسار، رود (حزب العمال الشيوعي ـ الحزب الأحمر) في هذا البلد, ونحن لن نسير على الطريق القديم نفسه في طين البرجوازية البرلمانية

3ـ ماذا سيحصل اذ قاطع الجميع الانتخابات؟

لوحده، هذا لن يغير شيئا، كما انه لن يحصل. لكنه اذا حصل نظريا الدولة مزال باستطاعتها الاستمرار كما قبل، بدون اي سياسي. ليس رجال السياسة من يقررون، بل الطبقة الرأسمالية. و ليس رجال السياسة من يقومون بالإدارة، بل البيروقراطيون. لقد استمرت العديد من الدول الاوروبية لشهور و سنوات بدون حكومات، على سبيل المثال اسبانيا، هولندا و بلجيكا.

لكن عندما يقاطع الناس الانتخابات، يقومون بفعل من شأنه ان يغير عقلياتهم، مما يمكن من تغيير عقليات أناس آخرين و يضعف الثقة في النظام، و يبين ان السياسيين ليس لديهم أي ثقة. كما يمكن عددا اكبر من الناس من التجرؤ و التشكيك بالنظام المعفن بكامله. ولذلك فإنه يشير في حد ذاته إلى نظام آخر.

خلق الشيوعية لا يتم بترتيب بديل فقط، فهو يستوجب تدمير النظام القائم أيضا، و تقويض شرعية اختيار العدو هو رابط في استراتيجية ازالة هذا النظام.

4ـ اذا قام الجناح اليسار بأكمله بالمقاطعة، فهل فوز اليمين السياسي مؤكد ؟

نحن لا ننتمي الى اليسار“. الطرف الأيسر يمتلك مقاعد بالبرلمان و بقيادات المجالس البلدية. يريدون القليل اكثر من الضرائب و الرفاهية، بل و أكثر من ذلك مثلهم مثل الطرف الأيمن. بغض النظر عن ألوانهم، هما نفس الشيء. سوف تکون لدینا حکومة ھیور (حزب اليمين) أو حزب العمل، والاثنان متشابهان بحيث من الصعب أن نرى الفرق ـ حتى من الناحية النظرية

بغض النظر عمن سيفوز، الطبقة العاملة خاسرة. فقراء العالم سيخسرون، السلام سيخسر، البيئة ستخسر، و كلما اعتقد الناس أن عليهم أن يختاروا بين اليمين أو اليسار، كلما الرأسمالية سوف تتخذ كل القرارات الهامة عنا.

5ـ ان قاطعتم فانتم مفيدون بلهاء لليمين !

هذا ليس منطقيا بنظرنا. نحن لا ندين لأحد بدعمنا. لقد قام حزب العمل بإرسال طائرات انتحارية ضد اكثر الناس اضطهادا في العالم، و نحن نرفض ان ندعم الشركاء الصغار لحزب العمل، كحزب اليسار الاشتراكي والحزب الأحمر.

الخدام السفهاء هم المؤمنون اليساريون بالنظام، اللذين ينتقدون العنصرية و الحرب، لكن ينتهي بهم المطاف داعمين لحكومات عنصرية و مؤيدة للحرب كأي حكومة يسودها اليمين اوحزب التقدم.

اللذين يمنطقون هذا، يمنطقون الاعتداء الوحشي ضد بقاء الأرض، و يتأكدون من استمرار النظام بالتدمير الهائل الذي يقع امامنا.

6ـ لماذا لا يمكنكم التصويت للحزب الاحمر فقط ؟

قيادة الحزب الاحمر تعمل من أجل إزالة كل ما يتعلق بالشيوعية من أجنداتها و من الطريقة التي ينظم بها الحزب نفسه؛ لقد قامت بطرد عدد من الشيوعيين من الحزب؛ و هي تشوه تاريخ الاشتراكية، لا يمكن للشيوعية أن تسهم في شيء من هذا القبيل.

بالإضافة الى ذلك، لقد اختار الحزب الاحمر أن يصبح الحزب اليساري الاشتراكي الجديد، و بدل أن يقف ضد حزب الحرب، حزب العمل، وعد بدعم حكومة هذا الأخير. لقد قام الحزب الأحمر بنهج استراتيجية تمكنه من أن يصبح حزبا برلمانيا لا يمكنه بأي شكل من الأشكال أن يخرج أحدا من الرأسمالية.

انه جزء من الأغلبية الحمراء الخضراءفي مجلس مدينة أوسلو (العاصمة)، وهذه هي رغبة الحزب و استراتيجيته من أجل المستقبل أيضا. هذا لا يقود الى النضال الثوري بل إنه يخنق التمرد و يجعل الحزب الأحمر جزء ا لا يتجزأ من النظام الذي نريد أن نسحق.

7ـ لماذا تلقون بأصواتكم بعيدا ؟

كل الأصوات بهذه الانتخابات هي مضيعة. القوة الحقيقية بيد الطبقة الحاكمة، و قوة الشعب الحقيقية تكمن بالشارع و بالتنظيم الشعبي؛ أن تدلي بصوتك ما هو إلا مضيعة للوقت، و ينبغي استخدامه في النشاط السياسي بدلا من ذلك.

8ـ لماذا تريدون ان يكون الناس سلبيين؟

نحن لا نريد على الاطلاق ان يكون الناس سلبيين. نحن جد نشيطين و نتمنى ان يلتحق بنا عدد اكبر من الناس في ذلك، و نكون سعداء ايضا عندما يكون الناس نشطين بقضايا اخرى خارج منظمتنا. غير اننا نعتبر انه من الافضل الا يهتم الناس على ان يقوموا ببناء ثقة و ايمان بالنظام من خلال المشاركة في سيرك الانتخابات.

9ـ لما لا يتم القاء اصوات فارغة بدل ذلك؟

نحن لا نقول انه لا يجب ان يتم القاء اصوات فارغة، يمكن للناس ان يفعلوا ذلك ان ارادوا. هذه ليست مسالة مهمة بالنسبة الينا، لان ذلك لا يحدث فرقا في الواقع.

10ـ ان كنتم لا تصوتون ، ليس لديكم الحق في التذمر!

في راينا، بالعكس، ان اولئك اللذين لا يصوتون هم الأحق بالتذمر و التعبير عن الشكوى. عدم التصويت هو في حد ذاته تذمر، فهو تذمر ضد الاحزاب و خياراتها، و ضد دولتها. هذه ليست دولتنا، هذه ليست انتخاباتنا، و لدينا كل الاسباب التي تدفعنا للتذمر على الرأسمالية والنتائج الرهيبة لهذا النظام على شعب العالم و البيئة.

11ـ ان لم يكن هناك اي وجهة نظر، هل قد تصوتون كذلك لبدائل اقل سوء ا ؟

نحن نجعل موقفنا واضحا بعدم التصويت. نحن لا نريد ان تكون لنا اي صلة باي حزب، فهذه الاحزاب تريد ان تدير الرأسمالية نيابة عن الطبقة الرأسمالية. نحن نقول لا للجميع، لجعل موقفنا واضح ضد النظام برمته.

12. في اختيار بين الطاعون والكوليرا، هل الكوليرا لا يزال أفضل من الطاعون؟

اختيار المرض الأقل خطورة قد يبدو منطقياـ على المدى القصير. ولكن على المدى الطويل، فإنه يضعف الجهاز المناعي ويجعل الناس أكثر عرضة لأمراض أكثر خطورة. رفض اقل الشرور، يجبرنا على العمل على ترياق بإمكانه ان يشفي العالم من الخاطئ الحقيقي، الرأسمالية

13ـ ما هو البديل؟

البديل هو دولة جديدة بدل الدولة القديمة. انها كل قوة الشعب؛ بدل «كل قوة في هذه الغرفة»، كما يقولون في البرلمان النرويجي. البديل هو أن الطبقة العاملة تنظم نفسها كطبقة حاكمة جديدة، بدلا من الطبقة الأقلية التي تتكون من الطفيليات و تملك السلطة اليوم. والبديل هو القوة الحمراء ضد السلطة البرجوازية. البديل هو الثورة، الاشتراكية والشيوعية. البديل هو التنظيم، والانضمام إلينا، في محاربة النظام بأكمله وجميع سياسييه و دجاليه..

14. لكن لينين قال

بعض الشيوعيين يستخدمون كتاب لينين «الراديكالية» ضد حملة مقاطعتنا. يقولون بانه من الخطأ ان نقوم بالمقاطعة الآن، لأن لينين يكتب ضد الراديكاليين (الشيوعيين اليساريين“) ومبادئهم ضد المشاركة في الانتخابات البرجوازية، في هذا الكتاب.

يمكننا الإجابة في بعض النقاط بخصوص هذا:

1ـ كان رأي لينين أن المشاركة في الانتخابات هي تكتيك يمكن للمرء أن يستخدمه أو لا يستخدمه. ويجب أن يكون الاشتراك في هذه المسألة قائما على أساس تحليل للوضع.

2 ـوقد استخدم العديد من الشيوعيين لينين لشرعنة المشاركة في الانتخابات كعقيدة. إنهم لا يجرون تحليلا ملموسا لقواتهم والوضع في المجتمع، بل استفادوا مسبقا من حق المشاركة في الانتخابات، لأن «لينين قال …».

3ـ ونحن نبني مقاطعتنا على تحليل لقواتنا، وتحليل لدولة اليوم، لنظام اليوم، ولوضع الصراع الطبقي. ونحن لا نتصرف بتزمت، بل نحاول أن نحدد تكتيكا مناسبا لليوم و بوسعه ان يخدم استراتيجيتنا في المدى البعيد.

4ـوتنبني مقاطعتنا أيضاعلى ملخص معين عن المائة سنة التي مرت، منذ أن كتب لينين النص المذكور. ونحن قادرون على رؤية أن الأطراف العمالية وعدد من الأحزاب الشيوعية، لا سيما في أوروبا، أصبحت خلال هذه المائة سنة أجزاء متكاملة من النظام البرجوازي من خلال تطبيقها العملي البرلماني و القانوني.

وفي رأي لينين، كانت المشاركة في الانتخابات تكتيكا وليس مبدأ. سواء تم استخدام التكتيك او لم يتم استخدامه، فذلك ينبغي ان ينبني على أساس الفوائد والسوابق لاستخدامه. فوضع اليوم يمنح فرصا مختلفة تماما، على سبيل المثال نشر الرسالة، من دون «استخدام البرلمان كمحاضرة»، كما دعا لينين. ثانيا، يجب أن يأخذ التكتيك على أنه سيخدم الاستراتيجية الطويلة الأمد. ولا يمكننا أن نرى أن المشاركة في السيرك الانتخابي اليوم هي أفضل طريقة لاستخدام قواتنا لبناء المنظمة والعقلية التي نحتاج إليها من أجل تحقيق الثورة.